يعتبر القانون المدني المصري الإطار العام الذي ينظم العلاقات القانونية بين الأطراف المختلفة في أي معاملة عقارية. يتناول القانون المدني جميع الجوانب المتعلقة بتداول العقارات، بدءاً من عقود البيع والشراء، مروراً بـ عقود الإيجار، ووصولاً إلى التنازل عن الملكية.
وتنص المادة 418 من القانون المدني على أن "البيع هو عقد يلتزم به البائع بأن ينقل للمشتري ملكية شيء مقابل ثمن نقدي". ومن هنا، يجب أن يتم أي عملية بيع أو شراء لعقار وفق شروط قانونية محددة تشمل التوافق بين البائع والمشتري، وتحديد الثمن، وتسجيل العقار في الشهر العقاري.
التسجيل العقاري هو خطوة أساسية في عملية تداول العقارات في مصر. وفقًا للقانون المصري، لا تعتبر أي عملية بيع عقار مكتملة إلا إذا تم تسجيلها في الشهر العقاري. حيث ينص قانون التسجيل العقاري على أن ملكية العقار تنتقل بشكل قانوني فقط بعد التسجيل الرسمي، وهذا يهدف إلى حماية المشتري من أي منازعات قانونية قد تحدث في المستقبل.
تنص المادة 934 من القانون المدني على أن "الملكية لا تنتقل بين المتعاقدين ولا بالنسبة إلى الغير إلا إذا سجل العقد وفقاً لأحكام القانون". وبالتالي، فإن التسجيل العقاري هو الضمانة الأساسية لحقوق الملكية في مصر.
عليك فقط بالضغط على الزر التالي فسيقوم بتحويلك الى رقم الواتساب بكل بساطة وعليك ببدأ المحادثة مباشرةً مع المحامي المختص.
يأتي قانون البناء الموحد رقم 119 لسنة 2008 كأحد أهم التشريعات التي تنظم عملية البناء والتطوير العقاري في مصر. يتضمن هذا القانون شروطاً ومعايير دقيقة للبناء، والتي يجب أن يلتزم بها أي شخص أو شركة ترغب في بناء عقار جديد أو تجديد عقار قائم. يشمل القانون لوائح تنظم استخدام الأراضي، وتصاريح البناء، وشروط السلامة.
يساعد هذا القانون في حماية حقوق الجيران والبيئة، ويمنع البناء العشوائي الذي كان يُشكل مشكلة كبيرة في مصر على مدار السنوات الماضية. يعتبر الامتثال لهذا القانون شرطًا أساسيًا للحصول على تصاريح البناء اللازمة من الجهات الحكومية المختصة.
تحكم قوانين الإيجارات في مصر العلاقة بين المؤجر والمستأجر، سواء كانت هذه الإيجارات متعلقة بالعقارات السكنية أو التجارية. تتضمن هذه القوانين شروطًا واضحة تتعلق بمدة الإيجار، وقيمة الإيجار، وحقوق وواجبات كل طرف.
قانون الإيجارات رقم 136 لسنة 1981، المعروف بـ "قانون الإيجارات القديمة"، يعد من أبرز القوانين التي أثارت الكثير من الجدل في المجتمع المصري. حيث يحدد القانون حقوق المستأجر بشكل قوي، ويضع قيودًا على زيادة الإيجار.
ومع ذلك، يوجد توجه لتعديل هذا القانون لتتناسب مع تطور السوق العقاري ومتطلبات الاستثمار العقاري الجديد، مع الحفاظ على حقوق الأطراف المتعاقدة.
أصدر المشرع المصري قانون التصالح في مخالفات البناء رقم 17 لسنة 2019 كجزء من الجهود المبذولة لتقنين أوضاع العقارات المخالفة، والذي جاء في وقت حرج نظراً للتوسع الكبير في المخالفات على مستوى الجمهورية. يسمح هذا القانون بتقديم طلبات للتصالح على بعض مخالفات البناء مقابل غرامات مالية، مما يساهم في تسوية أوضاع العقارات بشكل قانوني.
هذا القانون مهم للغاية في السوق العقاري المصري، حيث إنه يفتح الباب أمام تقنين ملكيات العقارات التي تم بناؤها خارج إطار التصاريح القانونية، وبالتالي يعطي الأمان القانوني للملاك والمستثمرين في تلك العقارات.
عليك فقط بالضغط على الزر التالي فسيقوم بتحويلك الى رقم الواتساب بكل بساطة وعليك ببدأ المحادثة مباشرةً مع المحامي المختص.
يهدف قانون حماية المستهلك رقم 181 لسنة 2018 إلى حماية حقوق المشترين في المعاملات العقارية. ينص القانون على ضرورة أن يكون المشتري على دراية تامة بجميع تفاصيل العقار الذي يقوم بشرائه، بما في ذلك الحالة القانونية للعقار، والتزامات البائع، والشروط المالية.
كما يفرض القانون عقوبات على أي شخص أو جهة تقدم معلومات مضللة عن العقار أو تخفي أي تفاصيل قد تؤثر على قرار الشراء. وبالتالي، يضمن هذا القانون حقوق المستهلك في السوق العقاري المصري ويعزز من شفافية المعاملات العقارية.
التمويل العقاري هو أداة هامة تتيح للأفراد والشركات الحصول على تمويل لشراء عقار أو تطويره. يتم تنظيم هذا النوع من التمويل بموجب قانون التمويل العقاري رقم 148 لسنة 2001، والذي يحدد الضوابط والشروط الخاصة بتمويل شراء العقارات من خلال البنوك والشركات التمويلية.
يتضمن هذا القانون لوائح تنظم حقوق الدائنين والمقترضين، ويهدف إلى توفير بيئة قانونية آمنة للمستثمرين في السوق العقاري. يجب أن تتوافق عقود التمويل مع الشروط القانونية لضمان حقوق الطرفين في حال حدوث أي نزاع.
تحكم القوانين الخاصة بالاستثمار العقاري في مصر المعاملات بين المستثمرين المحليين والدوليين والمشاريع العقارية الضخمة. قانون الاستثمار رقم 72 لسنة 2017 يعتبر الأساس القانوني لتنظيم الاستثمارات الأجنبية في قطاع العقارات المصري.
يسعى هذا القانون إلى تشجيع الاستثمار الأجنبي عن طريق توفير ضمانات قانونية وحوافز ضريبية للمستثمرين، إضافة إلى تبسيط إجراءات تسجيل العقارات وتخفيض الرسوم الجمركية على المواد المستخدمة في البناء.
على الرغم من وجود هذه القوانين المنظمة لتداول العقارات في مصر، إلا أن هناك تحديات تواجه السوق العقاري، من بينها التعقيدات البيروقراطية وارتفاع تكلفة التسجيل العقاري.
من بين المشكلات الأخرى التي تواجه السوق العقاري هو البناء المخالف، الذي يعتبر من القضايا التي تسعى الحكومة إلى معالجتها من خلال قانون التصالح وغيره من القوانين الجديدة التي تهدف إلى تنظيم السوق وتحسين كفاءته.
في النهاية، تبقى القوانين المنظمة لتداول العقارات في مصر هي الإطار القانوني الذي يحمي حقوق جميع الأطراف المتعاقدة في السوق العقاري. يجب على الجميع الالتزام بهذه القوانين وتفاصيلها الدقيقة لضمان سير المعاملات بسلاسة وحماية الحقوق القانونية لجميع الأطراف. تعد معرفة هذه القوانين وفهمها خطوة ضرورية لأي شخص يرغب في الاستثمار أو التداول في السوق العقاري المصري، حيث تعتبر الامتثال القانوني هو المفتاح الرئيسي لضمان نجاح أي عملية عقارية.